محطة كوش نورالدين..من الوضعية الكارثية إلى مرفق عصري باستثمار واعد
عائشة نورالدين شنتوح

كشف والي عنابة، عبد القادر جلاوي، عن اقتراحه لإعادة تأهيل محطة كوش نور الدين، مشدداً على ضرورة التدخل العاجل لتحديثها بما يتماشى مع تطلعات السكان. تأتي هذه المبادرة في إطار رؤية استراتيجية تهدف إلى تحويل المحطة إلى مرفق عصري ذو طابع استثماري.
وفي هذا السياق، شهدت أشغال الدورة العادية الرابعة للمجلس الشعبي الولائي لسنة 2024 التي انعقدت اليوم الثلاثاء بمقر الولاية عرض مخطط تهيئة محطة كوش نورالدين ، وجاءت هذه المبادرة بتوجيه مباشر من والي عنابة، الذي أكد على ضرورة التدخل العاجل لإعادة تأهيل هذه المحطة، نظراً لحالتها الكارثية التي لم تعد تتماشى مع متطلبات النقل الحضري الحديث وتطلعات سكان الولاية.
ويهدف المشروع، الذي سيتم إنجازه بالشراكة مع مؤسسة "باتيميتال"، إلى تحقيق مداخيل مالية دائمة لبلدية عنابة، بالإضافة إلى تحسين خدمات النقل من خلال تنظيم حركة المرور وتعزيز البنية التحتية للقطاع.
وتُعد محطة كوش نور الدين القلب النابض لحركة النقل في عنابة، حيث تستقبل يومياً أعداداً كبيرة من المسافرين القادمين من مختلف البلديات والمتوجهين إلى وسط المدينة. وتأتي إعادة تهيئتها ضمن مخطط شامل لتطوير قطاع النقل وتوفير مرافق نوعية تسهم في تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين.
وفقاً للنموذج الأولي للمشروع، ستشمل المحطة الجديدة فضاءً تجارياً، وموقفاً متعدد الطوابق للسيارات وسكنات ترقوية ، إلى جانب تنظيم سيارات الأجرة التي كانت تتواجد بشكل عشوائي في وسط المدينة.
كما ستُنشأ محطة نموذجية لحافلات المؤسسة العمومية للنقل الحضري والشبه الحضري ، ما سيُسهم في القضاء على الفوضى الحالية وتنظيم حركة النقل بطريقة أكثر كفاءة. ومن المنتظر أن تبدأ المؤسسة في استلام 35 حافلة جديدة ابتداءً من شهر أفريل، في إطار تعزيز أسطول النقل العمومي وتغطية مختلف بلديات الولاية.
وخلال الدورة العادية للمجلس الشعبي الولائي لعام 2024، قدّم مدير النقل لولاية عنابة تقريراً مفصلاً حول واقع القطاع، التحديات التي يواجهها، والرهانات المستقبلية، حيث تم استعراض مختلف المشاريع قيد الإنجاز، من بينها دراسة إنشاء محطة متعددة الأنماط في المدينة الجديدة ذراع الريش، وإعادة تأهيل المصعد الهوائي.
كما تم تسليط الضوء على آفاق تطوير قطاع النقل للفترة الممتدة بين 2025 و2029، والتي تشمل إنجاز محطة قطار ببلدية برحال، وإنشاء موقفين للقطار في الصرول وواد النيل ببلدية البوني، فضلاً عن إعادة إطلاق مشروع ترامواي عنابة بعد رفع التجميد عنه، وتوسيع شبكة النقل الحضري لتشمل مختلف البلديات والأحياء.
وتتضمن المشاريع المستقبلية كذلك التهيئة الأولية للمحطتين الحضريتين سويداني بوجمعة وكوش نور الدين، إضافة إلى توسعة المحطة البرية محمد منيب صنديد لاستيعاب سيارات الأجرة ما بين الولايات، وإعادة تهيئة محطة القطار في سيدي عمار.
كما تم الكشف عن خطة طموحة للفترة 2030-2035، تتضمن إعادة تأهيل محطتي القطار في سيدي عمار وواد زياد، وإنشاء مواقف سيارات متعددة الطوابق في عدة محطات رئيسية، فضلاً عن استغلال شبكة الخطوط الحضرية عبر المونوراي، وربط الأقطاب الحضرية الكبرى بشبكة السكك الحديدية.
من الناحية الإحصائية، يضم قطاع النقل بولاية عنابة 1321 متعاملاً، يشغلون 1933 حافلة، تشمل خدمات نقل الطلبة والعمال، بالإضافة إلى 5892 متعاملاً في مجال نقل البضائع، و169 مدرسة لتعليم السياقة. كما شهدت اللجان الإدارية خلال عام 2024 دراسة 2293 محضراً ضمن 18 جلسة مخصصة لمتابعة العقوبات الإدارية. وتؤكد هذه الأرقام الأهمية المحورية لقطاع النقل في دعم الاقتصاد المحلي وتعزيز الحركية التجارية والخدماتية.
وتعكس هذه المشاريع الطموحة رؤية السلطات المحلية نحو تطوير قطاع النقل وجعله أكثر حداثة وفعالية، بما يتماشى مع متطلبات التنمية المستدامة والاستجابة للنمو المتزايد في حركة النقل داخل الولاية. ويُنتظر أن تسهم هذه الجهود في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، وتعزيز مكانة عنابة كمركز حضري متكامل يرتقي إلى المعايير العصرية للنقل