"جمعية عنابة مدينة الدراجة" تُطلق أول مجلة دورية تعزز الوعي البيئي والتنمية المستدامة
عائشة نورالدين شنتوح

أطلقت اليوم السبت جمعية "عنابة مدينة الدراجة"مبادرة جديدة في مسار التحوّل البيئي والحضري، من خلال فعالية رائدة احتضنتها المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية سليمان بركات ، تمثلت في الإعلان عن صدور العدد الأول من مجلة "الدراجة والتنمية المستدامة"، كأول مطبوعة دورية محلية تُعنى بثقافة الدراجة وربطها برهانات التنمية المستدامة والتحول البيئي داخل الفضاءات الحضرية.
المجلة تمثل ثمرة سنوات من العمل الميداني والتطوع المجتمعي، وتُعد منبرًا إعلاميًا بملامح جديدة، يجمع بين الوعي البيئي، الرياضة الحضرية، وديناميكيات الاقتصاد المحلي الأخضر. فهي ليست إصدارًا ورقيًا، بل مشروعٌ ثقافي يحمل طموحات مدينة بأكملها نحو نمط حياة أكثر استدامة وارتباطًا بالبيئة.
وفي كلمته لـ "المرصاد برس"، أكد رئيس جمعية "عنابة مدينة الدراجة " بلال قرفي أنّ المبادرة تتجاوز إطار النشر إلى تشكيل وعي جماعي بدور الدراجة كأداة استراتيجية في تحقيق جودة الحياة. وقال: "لم نعد نرى الدراجة كوسيلة تنقل فحسب، بل كمحفز للتغيير، ونقطة التقاء بين الصحة، البيئة، الاقتصاد، والثقافة. هذه المجلة تمثل واجهة جديدة لنضالنا المدني في مدينة عنابة، نحو نمط حياة أنظف وأذكى."
وتابع قرفي مؤكدًا أنّ هذا المشروع يمثّل مساحة مفتوحة للإبداع المحلي، ومرآة تعكس طموحات الشباب نحو مدينة أكثر إنسانية واستدامة، مشيرا إلى أنها دعوة صريحة لإعادة ربط الإنسان بمحيطه، من خلال أبسط وسيلة، كما أوضح أنّ المجلة تشكّل حلقة تكامل مع المبادرات الميدانية السابقة، على غرار "مهرجان الدراجة المضيئة"، الذي أعاد تقديم الدراجة للشارع العنابي بروح فنية وتفاعلية.
المجلة الورقية، التي طُبعت بـ 300 نسخة في دفعتها الأولى، تُوزع مجانًا على المسؤولين المحليين وناشطي المجتمع المدني، كرسالة مباشرة لتحفيزهم على دعم هذا المسار الثقافي والبيئي. كما تُعرض للبيع في نقاط مختارة، أبرزها مكتبة " الكور" و " فيفا مول" ، مع آفاق لتوسيع التوزيع مستقبلًا بحسب الطلب والإقبال الجماهيري.
ويتميز محتوى المجلة بتنوعه وشموليته، حيث تجمع بين الملفات التحليلية، الحوارات، أخبار المستجدات، ومساهمات ميدانية من محترفين وهواة، إلى جانب ركن خاص بالأطفال، يعكس البُعد التربوي والتشاركي للمشروع.
من جانبه، عبّر عبد الحكيم لعشيشي، رئيس جمعية Green Bike، عن دعمه الكامل للمبادرة، مؤكدًا أن هذه الخطوة تمثل أكثر من مجرد إطلاق مجلة؛ فهي ولادة مشروع استراتيجي يعيد بناء مكانة الدراجة في المشهد الجزائري. وأضاف أن هذا المشروع يرتقي بالدراجة من مجرد هواية إلى أفق جديد من الوعي الجماعي، حيث تصبح الدراجة جزءًا لا يتجزأ من نمط الحياة اليومية للمواطنين، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بالقضايا البيئية والصحية والاجتماعية.
وأشار لعشيشي إلى أن الفعالية التي شهدت حضور شخصيات مرموقة من عالم الرياضة والمجتمع المدني، تؤكد مدى الدعم والتأييد المجتمعي الواسع لهذا التوجه، معتبرًا أن مجلة "الدراجة والتنمية المستدامة" ليست مجرد مشروع إعلامي تقليدي، بل هي بمثابة "مانيفستو" حضري وميداني يسعى إلى إعادة الاعتبار للدراجة كمكون أساسي في نسيج الحياة الحضرية.
وأوضح أن المجلة تمثل أداة فكرية وثقافية تهدف إلى تحفيز تحول سلوكي وفكري عميق في كيفية تنقل الأفراد وتعاملهم مع الفضاء العام، بما يسهم في تقليل التلوث وتعزيز الصحة العامة وتحقيق التنمية المستدامة.
وختم حديثه بالقول إن مدينة عنابة، عبر هذه المبادرة، تثبت مجددًا قدرتها على التحول من مجرد مدينة رياضية تقليدية إلى مختبر وطني رائد للأفكار والمبادرات المستدامة، مما يجعلها نموذجًا يُحتذى به على الصعيد الوطني في مجال تطوير النقل النظيف وتعزيز الثقافة البيئية.