-

عاجل

الأرصاد الجوية تُحذّر: رياح عاتية وأمواج خطيرة بالسواحل وموجة حر تجتاح عدّة ولايات
سوناطراك تطلق موقعها الإلكتروني الجديد بثلاث لغات وتصميم عصري
سونلغاز تواجه ذروة تاريخية في استهلاك الكهرباء بصيف 2025
وزير العدل : إصلاحات قانونية لمواجهة الإجرام المالي
الجيش الوطني الشعبي يُحبط محاولات تهريب وهجرة ويؤكد جاهزيته لحماية الوطن
اجتماع حكومي حاسم لتقييم محطات التحلية والتحضيرات الاجتماعية والتربوية
الجزائرية للمياه تُسيطر على تسربات هامة وتُعيد انتظام التوزيع بحي الريم بعنابة
عنابة / لقاء علمي يكرّس استراتيجية وطنية لتحقيق هدف 2030 في محاربة التهاب الكبد الفيروسي
رئاسة الجمهورية تعزّي في وفاة الإعلامي علي ذراع
الأرصاد الجوية تحذر من موجة حر قياسية وأمطار رعدية بعدد من الولايات
جريح في حادث مرور بين سيارة ودراجة نارية ببلدية واد العنب
من أجل إعلام رقمي متجدد... إطلاق دورة تكوينية حول تقنيات الجيل الخامس لفائدة الصحفيين
جامعة باجي مختار ترسّخ ريادتها العلمية بمحاضرة نوعية ألقاها البروفيسور بوڨطاية
عنابة: فتح 50 رخصة لسيارات الأجرة الجماعية بين الولايات لتغطية العجز بمحطة "صنديد"
وزارة العدل تعلن عن تسهيلات جديدة للجالية: شهادة الجنسية الجزائرية إلكترونياً عبر القنصليات
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
  • 6
  • 7
  • 8
  • 9
  • 10
  • 11
  • 12
  • 13
  • 14
  • 15

من الفكرة إلى المشروع

طلبة الإعلام والاتصال بجامعة عنابة يجسّدون روح المقاولاتية في مذكرات تخرّج واعدة

عدد القراءات : 1162 | تاريخ : 12/07/2025 | المحور : أخبار الجامعة

عائشة نورالدين شنتوح

خاض طلبة قسم الإعلام والاتصال بجامعة باجي مختار عنابة، تجربة علمية ومهنية متميزة، حوّلوا فيها مذكرات تخرّجهم إلى انطلاقة فعلية نحو عالم الابتكار والمبادرة، مجسّدين بذلك روح المقاولاتية في مشاريع تطبيقية تعكس وعيًا متقدّمًا بدورهم كصنّاع للتغيير ومساهمين في التنمية الاقتصادية.

ولم تكن هذه المبادرة سوى تتويج مميز لاختتام الموسم الجامعي 2024 – 2025، الذي طُبع برؤية جديدة تُثمّن ثقافة الريادة داخل الحرم الجامعي، وتفتح أمام الطلبة آفاقًا تتجاوز حدود الشهادة الأكاديمية.

على مدار أيام امتدت من مطلع شهر جويلية إلى غاية التاسع منه، عاش قسم الإعلام والاتصال بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية أجواء استثنائية، خُصّصت لمناقشة مذكرات تخرّج تميّزت بطرح مشاريع تطبيقية جريئة وملموسة، عكست نضجًا فكريًا واضحًا لدى الطلبة، وإدراكًا لأهمية توجيه التكوين الجامعي نحو خلق القيمة المضافة والانفتاح على المحيط الاقتصادي والاجتماعي. وتحت إشراف الدكتورة شريفة طبيب، والدكتورة سعيدة عقبة، والدكتور لطفي دكاني، عُرضت المذكرات في ظروف علمية جادة تخللتها نقاشات ثرية وتوجيهات دقيقة من طرف لجنة المناقشة، التي ضمّت ممثلين عن الحاضنة الجامعية وشريكًا اقتصاديًا ومختصًا في المالية، إلى جانب ممتحن ورئيس اللجنة، ما أضفى على اللقاءات بعدًا تطبيقيًا عميقًا.

وقد تنوّعت المشاريع التي عُرضت من حيث المضمون والرؤية، أين طُرحت أفكار لمنصات رقمية وتطبيقات خدماتية وسياحية، على غرار مشروع Auto Service الذي يُعدّ نموذجًا مبتكرًا في مجال خدمات المركبات، إذ يجمع بين التقنيات الذكية والخدمات المتنقلة لتلبية حاجات السائقين بشكل فوري وموثوق. من خلال دمج تقنيات الاستشعار والذكاء الاصطناعي وأنظمة التتبع، يسعى التطبيق إلى تحويل تجربة صيانة وغسيل المركبات إلى خدمة سهلة، شفافة، ومتكاملة، تُلبّي توقعات المستخدمين وتتماشى مع متطلبات السوق الرقمية الحديثة.

وفي السياق نفسه، برز مشروع "صيدليتي" كحل رقمي ذكي يُعنى بتوصيل الأدوية من الصيدليات إلى المرضى في ظرف وجيز، بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي في مسح الوصفات الطبية وتحديد الموقع وربط المستخدم بأقرب صيدلية، مع إمكانية الدفع عن بعد. ويهدف هذا التطبيق إلى إنشاء أول صيدلية إلكترونية في الجزائر، من خلال إدماج شركات رقمية بشراكة مع صيادلة ممارسين، بما يضمن توفير خدمة صحية مرنة وسريعة، تسهم في تخفيف العبء عن المرضى وتعزيز التحوّل الرقمي في قطاع الصيدلة.

وشملت المشاريع أيضًا تطبيقات مثل E-learning لتعزيز التعليم الرقمي، و"أمل الخير" الموجه للمبادرات الإنسانية، ومنصة رقمية للإشهار عن بعد، وتطبيق "سياحتي" للترويج للسياحة الداخلية الجزائرية بأسلوب مبتكر.

هذا التميّز لم يكن وليد اللحظة، بل هو ثمرة مسار طويل من التكوين والتأطير، ساهمت فيه حاضنة الأعمال لجامعة باجي مختار من خلال سلسلة من الدورات التكوينية والمرافقة، التي استهدفت الطلبة حاملي المشاريع، خصوصًا خلال دورة جوان 2025، والتي عرفت إقبالًا واسعًا من الطلبة تحضيرًا لطلب "علامة مشروع مبتكر" ومناقشة مذكراتهم. وهو ما ساعدهم على تقديم مشاريعهم بثقة، وفق منهجية علمية قريبة من منطق السوق وآليات العمل المقاولاتي.

وقد عبّر الطلبة عن فخرهم بهذه التجربة التي اعتبروها تتويجًا لموسم جامعي غني بالتحديات والفرص، وخطوة أولى في مسار مهني يأملون أن يتكلل بتحقيق مشاريعهم على أرض الواقع، خاصة في ظل توفّر أدوات الدعم المؤسساتي مثل الحاضنات الجامعية ومختلف الآليات المرافقة للشباب المقاول.

وتكشف هذه المبادرة عن وعي متنامٍ داخل الجامعة بأهمية ربط البحث الأكاديمي بسوق العمل، وتكريس ثقافة المقاولاتية في أذهان الطلبة، بما ينسجم مع التوجهات الوطنية الرامية إلى ترسيخ الاقتصاد القائم على المعرفة. وبين الفكرة والدراسة والتقديم، خطى طلبة الإعلام خطوة جادة نحو تجسيد أحلامهم في مؤسسات ناشئة، لتكون خاتمة هذا الموسم الجامعي بداية حقيقية لمسار مهني يجمع بين الطموح والواقعية، ويؤكد أن الجامعة ليست فقط مصنعًا للشهادات، بل فضاءً لصناعة المستقبل.